الإرشاد الزراعىكتاب الفلاح
د.خالد شعبان طرخان يكشف أسرار المشروع القومى لتطوير الرى فى مصر.. وتوفير مليار متر مكعب من المياه
المحتويات
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة رئيس الجمهورية تتبنى الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الموارد المائية والري بقيادة الدكتور محمد عبد العاطي قلب الأسد معالي وزير الموارد المائية والري وبفكر المركز القومي لبحوث المياه بقيادة الدكتور خالد عبد الحي، رئيس المركز القومي لبحوث المياه استراتيجية متوازنة في مجال الري لتحقيق التوافق بين الموارد المائية المتاحة وما يقابلها من إحتياجات مختلفة سواء فى مجال الزراعة أو غيرها من الاستخدامات المنزلية والصناعية والملاحية بقيادة السيد المهندس طارق عواد المحترم رئيس قطاع الري والسيد المهندس علاء عبد السلام، رئيس قطاع توزيع المياه المتميز علميا وأخلاقيا والسيد المهندس محمود شاهين، مدير عام توزيع المياه الذي نتشرف بالإنتماء لهم حيث تواجه مصر حالياً مجموعة من التحديات المرتبطة بالمياه بأعتبار أن النمو السكانى المتزايد وارتفاع مستوى المعيشة من التحديات الرئيسية التى تؤدى إلى زيادة الأحتياجات المائية لكافة القطاعات المستخدمة للمياه الذي يدار بأعلي كفاءة ممكنة من رجال مصر الأوفياء والمخلصين لمصر وشعبها العظيم فتحيا مصر بهم جميعا ويعتبر النمو السكانى أحد الأسباب الرئيسية لإتساع الفجوة الغذائية بين الإنتاج والإستهلاك الأمر الذى يتطلب زيادة الرقعة الزراعية للتقليص هذه الفجوة الغذائية الأمر الذي يؤدى إلى زيادة الأحتياجات المائية الزراعية، كما يؤدى النمو السكانى وما يتطلبه من إنشاء المدن السكنية والصناعية الجديدة إلى التزايد المستمر للإحتياجات المائية لقطاعى مياه الشرب والصناعة.
كما تعتمد إدارة المياه حالياً على أسلوب إدارة الطلب علي المياه حيث يستفيد من المياه قطاعات مختلفة وبنسب مختلفة ويتم الآخذ فى الاعتبار عند إدارة الموارد المائية الاولويات للقطاعات االمستخدمة والمستفيدة، حيث يمثل توفير إحتياجات مياه الشرب الأولوية الأولى تليها الصناعة ثم يوجه باقى المتاح من المياه إلى قطاع الزراعة.
وفى ظل زيادة الطلب على المياه مع محدودية الموارد المتاحة فإن لأمر يستدعى تطوير السياسات المائية مع الزمن لتتواكب مع متطلبات وتحديات الفترة القادمة وعليه فقد تم إعداد استراتيجية مائية مرنة حتى عام 2050 تهدف إلى تحقيق الأمن المائى لمصر فى الحاضر والمستقبل والإبقاء بالإحتياجات المستقبلية لكافة القطاعات مع التركيز على ضرورة التحول من ثقافة الوفرة المائية الحالية إلى ثقافة الندرة المائية المتوقعة مستقبلا”.
الأهداف القومية
تحقيق توفير فى فقد المياه خلال شبكة المساقى والاستفادة منها فى إستصلاح واستزراع أراضى جديدة.
خلق كوادر جديدة من المهندسين والفنيين العاملين القادرين على مواكبة التقدم العلمى فى مجال الرى.
الحديث في الأراضي الرملية وإمداد المزارعين بالمعلومات الفنية اللازمة لإدارة وتشغيل وصيانة نظم الرى المطور من خلال روابط قوية لمستخدمى المياه بمعاونة جهاز التوجية المائى لترشيد استخدامات المياه في القطاع الزراعي وخاصه الأراضي القديمة التي تروي بالغمر مع الحفاظ عليها من التدهور بعناصر سوء الاستغلال والاستخدام والوضع في الاعتبار أن مايتم تطبيقه في الأراضي الرملية من ري حديث بالرش والتنقيط لايتناسب مع الأراضي الطينية القديمة ولكن يتم التطوير بطرق مختلفة تماما تحقق ترشيد الإستخدام.
الأهداف الاقتصادية
زيادة الإنتاجية الزراعية، وتحقيق توفير فى تكاليف الرى والتشغيل والصيانة (ري مطور).
التوفير فى الطاقة المستخدمة فى رفع المياه باستخدام نقطة الرفع الواحدة.
اختصار الوقت (زمن الري) والجهد فى عملية الرى التقليدى نتيجة استخدام نقطة الرفع الواحدة بالمساقى المطورة.
الأهداف البيئية
1- عدم نمو الحشائش بالمساقى المطورة مما يحد من تكاثر الحشرات ونمو القواقع.
2- ووقاية المواطنين من العديد من الأمراض المتوطنة وخصوصا البلهارسيا والملاريا.
3- الحد من التلوث البيئى وما يعكسه ذلك من المحافظة على الصحة العامة.
الأهداف الإجتماعية
مشاركة المنتفعين لأجهزة الرى فى عمليات تخطيط وتصميم وتنفيذ المساقى خلال مرحلة التطوير، وكذلك فى عمليات التشغيل والصيانة بعد تطويرها، مما يرفع من درجة انتمائهم والإحساس بملكيتهم للبنية الأساسية للنظام المطور مما يضمن استمراريته ونجاحه.
زيادة التعاون بين المنتفعين والحد من النزاعات لتوحيد رفع المياه من نقطة واحدة على رأس المسقى.
الحد من ظاهرة الرى المتكرر خلال المناوبة الواحدة، وذلك بتطبيق التيار المستمر بالترع المطورة وما يعكسه ذلك من إحداث الطمأنينة فى نفوس المزارعين.
استراتيجية الموارد المائية لعام ٢٠٥٠
وترتكز استراتيجية عام 2050 على ستة محاور أساسية تهدف إلى تقديم حلول عاجلة وآجلة تكفل توفير المياه لإحتياجات القطاعات المختلفة وفق منظور بيئى وتنموى شامل، وهى:
المحور الأول :- تنمية الموارد المائية سواء التقليدية أو غير التقليدية
المحور الثانى:- ترشيد الأستخدامات فى القطاعات المستهلكة للمياه والتى تشمل مياه الشرب والصناعة والزراعة.
المحور الثالث:- استكمال وإعادة تأهيل البنية القومية للمنظومة المائية من نهر النيل وفرعية وشبكات الترع والمصارف والمنشأت المائية ومحطات الطلمبات.
المحور الرابع:- التركيز على مجابهة تلوث الموارد المائية والعمل على تحسين نوعية المياه فى جميع المجارى المائية.
المحور الخامس:- يتعامل مع التغيرات المناخية وسياسات التأقلم فيما يتعلق بإيراد نهر النيل وحماية السواحل الشمالية وقطاع الزراعة.
المحور السادس:- ضرورة الإرتقاء بمنظومة الإدارة المتكاملة للموارد المائية بما فيها التطوير المؤسسى والتشريعى والتمية البشرية والوعى المائى ومشاركة المنتفعين وإدارة الأزمات وتفعيل دور البحث العلمي.
إدارة شبكات الرى
تقوم الوزارة متمثلة فى إدارتها المختلفة بإدارة شبكة الترع حتى مستوى ترع التوزيع وعمل الصيانة اللازمة لها بل وأحياناً تقوم بالفصل بين النتفعين فى بعض مشكلات الرى وجدولته وتتم عملية إدارة الشبكة حالياً من خلال شبكة رصد يمكن وصفها بأنها غير مواكبة للتقدم الحالى الحادث فى مجال الإتصالات وتعتمد بشكل كبير على الأفراد المدربين، كما أن عملية إدارة وتوزيع المياه فى الترع الرئيسية تتم عن طريق تحديد التصرفات الخارجة من القناطر الكبرى المنشاة على النيل وكذلك أفمام الترع الرئيسية فقط، أما بالنسبة لترع التوزيع فما زالت عملية إدارة المياه تتم بالمناسيب ونتيجة لأن التصرفات المنطلقة فى الترع الرئيسية من خلال القناطر الكبرى تتم عن طريق العلاقة ما بين المنسوب والتصرف المقابل له (G-H Relation) فإن قيم هذه التصرفات قد لاتتميز بدرجة عالية من الدقة.
برنامج تطوير الرى
يهدف برنامج تطوير الرى إلى رفع وتعظيم كفاءات استخدام مصادر المياه (السطحية، الجوفية، مياه الصرف عن طريق محطات الخلط وذلك من خلال تنفيذ المكونات المختلفة للمشروع والتى تتضمن تطوير المساقى والترع الفرعية وتطبيق التدفق المستمر للمياه كبديل لنظام المناوبات كما تتضمن أنشطة منظومة تطوير الرى أعمال تطوير الرى الحقلى مثل أعمال تطوير المراوى والتسوية بالليزر والتركيب المحصولى (وذلك عن طريق وزارة الزراعة) ويتم أيضا تكوين منظمات روابط مستخدمى المياه على المساقى والترع الفرعية للمشاركة فى التشغيل والصيانة.
ولتحسين كفاءة إدارة المياه تم التخطيط لتحسين تقنيات نقل وتوزيع وإدارة مياه الري في مساحة 6 ملايين فدان في الأراضي القديمة بالوادي والدلتا، مع التقيد بنظم الري الحديثة في الأراضي الجديدة فقط.
وقد تم أخيراً تعديل قانون الري والصرف لتدعيم هذا البرنامج. ويقدر العائد من تحسين وتطوير المساقي وتسوية الأراضي بحوالي 5- 6 مليارات متر مكعب في السنة، ومن المستهدف إتاحة حوالي مليار متر مكعب في بداية القرن القادم.
المشروع القومى لتطوير الرى فى مصر
بدأ التفكير فى هذا المشروع منذ 1977 /1976 حيث تبللورت منه دراسة مولها البنك الدولى ونفذها فريق مشترك من وزارتى الرى والزراعة تحت عنوانEgypt water use and management project (EWUP).
ونفذت فى ثلاث محافظات من خلال ثلاث مجموعات هى : مجموعة هندسة الرى Irrigation Engineering team، مجموعة العمليات الزراعية Agronomy team، المجموعة الإقتصادية والإجتماعية (Socio-economic team).
كمان اختيار ثلاث ترع رئيسية هي: ترعة دقلت (كفر الشيخ)، ترعة المنصورية (الجيزة)، ترعة أبيوها (المنيا)، المشروع القومى لتطوير الرى فى مصر، التعرف علي المشاكل الخاصه بالري.
وإستمر تنفيذ المشروع خمسة سنوات من 1977-1982 حيث توصل فريق العمل الى النتائج التالية (إقتصاديا وبيئيا):
– المزارعين فى نهاية المساقى والمراوى لا تصلهم مياه الرى خلال فترة المناوبة (العمالة) حيث لايوجد عدالة توزيع علي مستوي المسقي.
– تعرض المزارعين للإصابة بالأمراض مثل (البلهارسيا) من خلال تعاملهم مع قنوات الرى المفتوحة بيئيا.
– المزارعين فى بدايات المساقى والمراوى دائما يستخدمون المياه بكميات كبيرة تفوق الإحتياجات المائية المثلى.
– المزارعون فى بدايات المساقى حيث وفرة المياه يستخدمون كميات مياه كبيره زيادة عن الاحتياج الأمثل للمحاصيل مما يؤدى إلى إرتفاع ملحوظ فى مستوى الماء الأرضى والذى ينعكس سلبا على إنتاجية المحاصيل.
وفي نهايات المساقي حيث يتدهور الإنتاج الزراعى على مستوى المساقى والمراوى نظرا لزيادة ملوحة التربة فى نهاية المساقى، حيث دأب المزارعون فى نهاية المساقى والمراوى على إستخدام مياه الصرف الزراعى (عالية الملوحة لعدم توفير مياه عذبة ونشوب نزاعات بين المزارعين على طلب المياه نتيجة لعدم عدالة توزيع مياه الرى).
عند ورود مناوبة المياه (دور العمالة) يتنافس المزارعون على وضع ماكينات الرى (الرفع) على المساقى والمراوى لدرجة أنه كان يصل عدد ماكينات الرى فى بعض الأحيان إلى أكثر من 30 ماكينة رى على المسقى الواحدة مما يؤثر على تصرفات المساقى والمراوى ويؤدى إلى عدم عدالة توزيع المياه على مستوى المساقى.
تحديد أنسب الحلول للمشاكل المقترحة
بعد دراسة المشاكل والمعوقات السابق زكرها توصل الفريق البحثى فى المحافظات الثلاث الى أهم الحلول المثالية لتطوير الرى الحقلى وتعظيم كفاءته وتشمل الأتى:
– تبطين المراوى والمساقى (بالطوب أو بالقوالب الخرسانية سابقة التجهيز).
– تشكيل روابط مستخدمى المياه على مستوى المساقى من خلال الجمعية العمومية.
– لمستخدمى المياه على مستوى المسقى حيث يتم إنتخاب وتشكيل مجلس روابط مستخدمى المياه (رئيس أمين الصندوق- مشغل).
– تركيب نقطة رفع واحدة عند بداية المسقى (مأخذ) من ترعة التوزيع (تتكون المحطه من 2-3 ماكينات رفع حسب زمام المسقى والذى يترواح من 50-200 فدان) مع الإحتفاظ بماكينة ري إحتياطية لضمان إستمرارية التشغيل بكفاءو جيدة.
– إمكانية تنفيذ بعض التوصيات الزراعية والتى من شأنها زيادة الإنتاجية المحصولية وتعظيم العائد من وحدة الأرض والمياه مثل (التسوية بالليزر- الخطوط الطويلة – الأصناف الملائمة – وغيرها مثل المكافحة المتكاملة – التسميد المتكامل).
– التطبيق في حقول المزارعين لإختيار الحلول المناسبه Pilot fields.
كما تم تنفيذ التوصيات السابقة (الحلول المقترحة للتغلب على المشاكل) على مستوى المساقى فى المحافظات الثلاث. فقد تم إختيار ثلاث مساقى رائدة (تم إختيارها من خلال المجموعة الإقتصادية والإجتماعية وبمواصفات إرشادية متكاملة) لتمثل نموذج لمسقى إرشادية نموذجية حيث تم تطبيق الحلول والتوصيات التالية:
– تبطين المسقى (طوب أو قوالب خرسانية سابقة التجهيز)، وتشكيل رابطة على كل مسقى مختارة عن طريق الإنتخاب الحر (رئيس- أمين صندوق- مشغل).
– تطبيق بعض العمليات الزراعية الموصى بها وأهمها التسوية بالليزر.
– تركيب نقطة رفع واحد للمسقى عند بدايتها كنقطة مأخذ من ترعة التوزيع.