الفلاح اليوم

ثورة في الزراعة الذكية: تقنيات تعديل الجينات تفتح آفاقًا جديدة لمقاومة الجفاف والأمراض

خطوة تُعد ثورة حقيقية في عالم الزراعة، أعلن عدد من المراكز البحثية العالمية عن تحقيق تطور كبير في استخدام تقنية “كريسبر” (CRISPR) لتعديل الجينات النباتية، ما يمهّد الطريق أمام جيل جديد من المحاصيل الزراعية القادرة على تحمّل الجفاف والحرارة ومقاومة الأمراض التي تزداد مع تغير المناخ.

ثورة في الزراعة الذكية

وتُعد تقنية كريسبر من أحدث التقنيات الحيوية التي تسمح للعلماء بتحرير الحمض النووي للنباتات بدقة متناهية، مما يمكّن من تعديل صفات محددة دون الإضرار ببنية النبات الطبيعية.
هذه التقنية، التي أحدثت تحولًا في الطب، بدأت اليوم تُحدث التأثير ذاته في الزراعة، حيث أظهرت تجارب حديثة نجاحًا كبيرًا في تعديل جينات الأرز والقمح والطماطم لزيادة مقاومتها للحرارة والملوحة.

ويؤكد خبراء الزراعة والوراثة النباتية أن هذا التقدم لا يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل يحمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية، إذ يمكن لهذه المحاصيل أن تُقلل الاعتماد على الري الكثيف والأسمدة الكيماوية، وتخفض من خسائر المزارعين في المناطق القاحلة وشبه الجافة مثل الشرق الأوسط وإفريقيا.

كما أشار تقرير نشره موقع Farmonaut إلى أن الأبحاث الجارية حاليًا في الصين والولايات المتحدة واليابان تستهدف تطوير نباتات يمكنها النمو في بيئات متدهورة التربة أو شديدة الحرارة، وهو ما قد يساهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي في مواجهة التغير المناخي.

وتسعى العديد من الحكومات والمؤسسات الزراعية إلى تبنّي سياسات تنظيمية جديدة تسمح باستخدام هذه التقنيات بأمان، مع مراقبة دقيقة لضمان عدم الإضرار بالتوازن البيئي.
ويعتبر المراقبون أن دخول تقنيات التعديل الجيني مرحلة الإنتاج التجاري خلال السنوات الخمس المقبلة سيكون بمثابة نقطة تحول في مفهوم الزراعة العالمية، من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الدقيقة والذكية المعتمدة على التكنولوجيا الحيوية.

ويرى الخبراء أن “ثورة الجينات الزراعية” هذه قد تضع حدًا لمشاكل الجفاف ونقص الغذاء، وتفتح الباب أمام زراعة مستدامة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، شريطة أن تُدار بوعي وبتشريعات تضمن سلامة الإنسان والبيئة معًا.

الإرشاد الزراعي: حلقة الوصل بين المعرفة والمزرعة

الأبقار: عماد الإنتاج الحيواني في العالم العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى