الفلاح اليوم

تقرير عالمي يكشف: تغير المناخ سيُقلّل إنتاجية المحاصيل الزراعية حتى مع جهود التكيف

تغير المناخ سيُقلّل إنتاجية المحاصيل دراسة جديدة تؤكد أن ارتفاع درجات الحرارة سيخفض إنتاجية المحاصيل الأساسية بنسب كبيرة، حتى مع تبنّي المزارعين لإجراءات التكيف، مما يُهدّد الأمن الغذائي العالمي.


واجه القطاع الزراعي العالمي ضربة قوية غير متوقعة، إذ أظهرت دراسة حديثة أن جامعة ستانفورد والمراكز البحثية المرتبطة بها، حذّرت من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيؤثر سلبًا على إنتاجية المحاصيل الزراعية الأساسية، حتى في ظل جهود التكيّف التي يبذلها المزارعون. Stanford Doerr School of Sustainability+1
وذكرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، أن كل زيادة بمقدار درجة مئوية واحدة في حرارة سطح الأرض ستُقلّل قدرة العالم على إنتاج الغذاء بحوالي 120 سُعرة حرارية يوميًا لكل شخص، أي ما يُعادل انخفاضًا بنسبة نحو 4.4 ٪ من متوسط استهلاك اليوم الواحد. Stanford Doerr School of Sustainability+1

تغير المناخ سيُقلّل إنتاجية المحاصيل

ورغم أن التكيف يُعد عاملًا مهمًا — مثل تغيير مواعيد الزراعة، أو استخدام أصناف مقاومة للحرارة، أو تعديل أنماط الري — إلا أن الدراسة تُشير إلى أن هذه الجهود لا تُغطّي كامل الخسائر المحتملة. ففي سيناريو متوسط الاحترار، يُتوقع انخفاض إنتاجية المحاصيل الأساسية بنحو 8.3% بحلول عام 2050، وأكثر من 11% بحلول نهاية القرن، حتى مع التكيّف. Carbon Brief

لماذا هذا الأمر مهم؟

الزراعة ليست مجرد إنتاج للغذاء، بل هي ركيزة للأمن الغذائي، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وعندما تنخفض إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل القمح، الذرة، الصويا، والفول، فإن الأسعار سترتفع، والمناطق الأكثر ضعفًا ستكون الأولى في مواجهة المخاطر.
وتُشير الدراسة إلى أن من بين أكثر المناطق عرضة للخطر هي “سلة الغذاء” في الولايات المتحدة وأوروبا — تلك المناطق التي تتمتع حاليًا بإنتاجية عالية — لكنها ستُصبح أكثر هشاشة بارتفاع الحرارة. Carbon Brief+1

ماذا يعني ذلك لمصر والعالم العربي؟

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبر من الأكثر تأثرًا بتغير المناخ: الحرارة المرتفعة، تراجع الأمطار، وارتفاع معدلات التبخّر كلها عناصر تزيد من الضغط على الزراعات القائمة. فعلى سبيل المثال، في مصر، تشير تقديرات بأن إنتاجية المحاصيل قد تتراجع بنحو 10% بحلول منتصف القرن. ويكيبيديا+1
ولهذا، فإن التحول نحو ممارسات الزراعة الذكية، استخدام الأصناف المحسّنة، وتحسين إدارة المياه أصبح أمرًا ضروريًا وليس خيارًا.

توصيات الدراسة والخطوات القادمة

الدراسة توضح أن الحل ليس فقط في التكيف، بل في الحدّ من الانبعاثات العالمية. إذ أن التكيّف وحده لا يكفي لتفادي الخسائر الكبيرة.
كما توصي بزيادة الاستثمارات في البحوث الزراعية لتطوير أصناف متحملة للحرارة والجفاف، وتعزيز الأنظمة الزراعية المُتنوعة المحمية، وتحسين البنية التحتية للري والمعلومات الزراعية.
وفي السياق العربي، يُعد هذا دعوة للحكومات والمؤسسات الزراعية بأن تضع استراتيجيات وطنية للتكيف مع تغير المناخ، تشمل التأمين الزراعي، وتحديث تقنيات الري، وربط المزارعين بالبيانات الرقمية.

تغير المناخ سيُقلّل إنتاجية المحاصيل

تغير المناخ سيُقلّل إنتاجية المحاصيل

الأزمة التجارية بين الصين وأمريكا ترفع أسعار الأسمدة والمبيدات عالميًا وتهدد الأمن الغذائي

ثورة في الزراعة الذكية: تقنيات تعديل الجينات تفتح آفاقًا جديدة لمقاومة الجفاف والأمراض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى