استثمارات ضخمة تتجه نحو الزراعة المُجددة (Regenerative Agriculture) في 2025 لتعزيز الاستدامة الزراعية

تشهد الزراعة المُجددة في عام 2025 ارتفاعاً غير مسبوقاً في الاستثمارات العالمية، حيث تُعد بديلاً مستداماً للزراعة التقليدية، مع دعم للبيئة والإنتاج الزراعي على حد سواء.
في ظل التحدّيات المتسارعة التي تواجه القطاع الزراعي من تغيّر مناخي، تدهور التربة، وضغط على الموارد الطبيعية، برزت منهجيّة الزراعة المُجددة (Regenerative Agriculture) كوجهة استثمارية متنامية في عام 2025، مما يعكس تغييراً جوهرياً في أولويات القطاع الزراعي العالمي.
أفادت بيانات حديثة بأن حجم سوق الزراعة المُجددة يُتوقّع أن يصل إلى نحو 15.38 مليار دولار في عام 2025، مع نمو سنوي مركب يتجاوز 18% حتى عام 2034، ليبلغ نحو 72.21 مليار دولار في ذلك العام. towardschemandmaterials.com+1
وقد كشفت تقارير متخصصة أن رُبع صفقات التمويل في هذا المجال تركزت في الربع الأول من عام 2025 وحده، حيث تمّ تتبّع نحو 37 صفقة تجاوزت قيمتها 1.17 مليار دولار. Regenerative Food Systems Investment+1
ولم تكتفِ الاستثمارات بمبالغ مالية فحسب، بل امتدّت إلى سياسات الشركات والمؤسسات الكبرى، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة Nestlé عن استثمار يصل إلى 1.2 مليار فرنك سويسري قبل نهاية 2025 لدعم ممارسات الزراعة المُجددة ضمن سلسلة توريدها، وذلك بهدف تحسين صحة التربة، وزيادة التنوع البيولوجي، والتقليل من استخدام الأسمدة والمبيدات الصناعية. Nestlé Global
لماذا هذا الأمر مهم؟
أولاً: الزراعة المُجددة تمثّل مقاربة تؤمن بأن «إنتاج الغذاء والبيئة يمكن أن يسيرا معًا». فهي لا تكتفي بإنتاج المحاصيل فحسب، بل تهدف إلى استعادة خصوبة التربة، تعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين استخدام المياه، مما يزيد من مرونة النظام الزراعي أمام الصدمات مثل الجفاف أو الفيضانات. British Ecological Society
ثانيًا: من الناحية الاقتصادية، فإن تبنّي هذه الممارسات يعزز من قدرة المزارعين على الوصول إلى أسواق مميزة ومنتجات ذات قيمة مضافة أعلى، كما أنه يُعد استثماراً جذاباً للممولين الباحثين عن عوائد مستدامة وبيئية. ثالثًا: بالنسبة للدول النامية وشبه الجافة منها، فهذه المنهجية توفر مسارًا أكثر استدامة من الزراعة التقليدية التي تعتمد بشكل كبير على الأسمدة والمبيدات، وهي موارد أصبحت تشكل عبئاً متنامياً.
ما هي التحديات التي تواجهها؟
رغم الزيادة الكبيرة في الاهتمام والاستثمار، لا يزال هناك عدد من العقبات التي تعوق الانتشار السريع للزراعة المُجددة:
-
نقص المعرفة والتدريب للمزارعين حول كيفية تنفيذ ممارسات جديدة مثل زراعة الغطاء النباتي، تدوير المحاصيل، وتقليل الحرث.
-
تكاليف التحول الأولى قد تكون مرتفعة، وقد يخشى بعض المزارعين من انخفاض مؤقت في الإنتاج عند الانتقال.
-
غياب تعريف موحّد أو معايير رسمية لمنهجية الزراعة المُجددة في بعض الدول، ما يعيق حصول المزارعين على دعم أو شهادة واضحة. British Ecological Society
توصيات لمزارعي المنطقة العربية:
-
ابدأ بتجارب صغيرة على أرضك: غطاء نباتي بين المحاصيل، تقليل الحرث، دمج المواشي إن أمكن.
-
شارك في برامج التدريب والدعم الحكومي أو الدولي التي تُروّج لهذا النوع من الزراعة.
-
تابع فرص التمويل أو الشراكة مع القطاع الخاص والممولين البيئيين.
-
وارتبط بأسواق المنتجات «الخضراء» التي قد تمنحك علاوة سعرية للمنتجات المزروعة بطريقة مستدامة.



