البنك الدولي يحذر: أزمة الأمن الغذائي تهدد مئات الملايين حول العالم

أصدر البنك الدولي تقريرًا حديثًا حذّر فيه من استمرار أزمة الأمن الغذائي العالمي نتيجة ارتفاع الأسعار وتزايد حدة التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي. وأوضح التقرير أن مئات الملايين من البشر يواجهون خطر الجوع وسوء التغذية، خاصة في الدول النامية التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد الحبوب والزيوت والغذاء من الخارج.
البنك الدولي
وأشار التقرير إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ما زالت أعلى بنسبة تفوق 25% عن مستويات ما قبل جائحة كورونا، رغم التراجع النسبي في بعض الأسواق، مما جعل القدرة الشرائية للفقراء تتآكل بشكل خطير. كما أوضح أن ارتفاع أسعار الوقود والنقل ساهم في زيادة كلفة الغذاء بشكل غير مسبوق في مناطق أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وأكد البنك الدولي أن الزراعة هي خط الدفاع الأول ضد الجوع والفقر، داعيًا الحكومات إلى الاستثمار في تطوير سلاسل الإمداد الزراعي، ودعم صغار المزارعين، وتبني تقنيات الزراعة الذكية لمواجهة التقلبات المناخية. كما شدد على أهمية إنشاء صناديق تمويل زراعية عاجلة لمساندة الدول التي تواجه صدمات غذائية متكررة.
وذكر التقرير أن أكثر من 30 دولة تعاني حاليًا من نقص حاد في الحبوب، في حين تشهد مناطق أخرى مثل القرن الأفريقي واليمن وأفغانستان تراجعًا حادًا في إنتاج الغذاء بسبب الجفاف والصراعات. كما لفت إلى أن الأزمات الجيوسياسية — خصوصًا في البحر الأسود — أثّرت على حركة تصدير الحبوب العالمية وأدت إلى اضطرابات مستمرة في الأسواق الزراعية.
ويرى البنك الدولي أن الحلول تكمن في تحسين نظم التخزين والتوزيع، ودعم الابتكار في الزراعة الرقمية، وتوسيع برامج الدعم الغذائي للفئات الأكثر ضعفًا. كما دعا الدول إلى تنويع مصادر الغذاء محليًا، بدل الاعتماد المفرط على الاستيراد من مناطق محدودة.
ويؤكد التقرير أن أزمة الغذاء الحالية ليست مؤقتة، بل مؤشر خطير لتحول هيكلي في النظام الزراعي العالمي، يتطلب رؤية جماعية وإصلاحات عاجلة لضمان استمرار تدفق الغذاء إلى جميع الشعوب دون تمييز.
الذكاء الاصطناعي يدخل الحقول: أداة “Pest-ID” تحدد الآفات الزراعية في ثوانٍ
تدهور التربة يهدد الأمن الغذائي العالمي: تقرير الفاو يحذر من انهيار الإنتاج الزراعي



